www.alrefak.net
  مساعدة التقويم الأعضاء بحث منتدى الرفاق  
مرحباً بك أيها الضيف الكريم ( دخول | تسجيل | إعادة إرسال طلب التصديق )

 
Forum Rules قوانين منتدى الرفاق
Reply to this topicStart new topicStart Poll
> ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية
الغلام
حرر في: Jun 6 2005, 01:51 AM Quote Post


جندي
*

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 3
رقم العضوية: 523
تاريخ التسجيل: 6-June 05



السلام عليكم
اخوانى هذا كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية
ارجوا قراتها وارجوا من الادارة ثتبيت الموضوع
التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية


الــــتـــمــرد


المقدمة :

: علي مدي أكثر من نصف قرن ردد الإسرائيليون أساطيرهم التاريخية التي أقاموا عليها دولتهم وحرصوا علي إرضاعها قطرة قطرة لأبنائهم جيلا وراء جيل , هذه الأساطير سواء كانت دينية أو سياسية .. قديمة أو حديثة تكاثرت وتوالدت وتحولت مع الوقت إلي شيء أشبه بالحقائق الثابتة التي لا تقبل الجدل , ويأتي " جيش الدفاع " علي راس أساطير هذه الدولة التي جعلت منه قدس أقداسها وسر بقائها منذ أقامتها وحتى اليوم وغدا , ولكن رغم كل هذه الهالة من التقديس التي يحيط بها الإسرائيليون جيشهم خرجت مجموعة من الضباط عن الصف وأعلنوا التمرد وحطموا الأسطورة وفي لحظة صدق مع النفس .

والضمير كشف هؤلاء الضباط عن سلسة من أبشع الجرائم التي يرتكبها جيش الدفاع والتي تفوق ما فعلته جيوش أعتي النظم الدكتاتورية في التاريخ , لقد وقف هؤلاء الضباط في وجه الجميع من جنرالات وحاخامات وســياسـيين ومخضرمين وشكوا جبهة الضباط الرافضين للخدمة في الأراضي الفلسطينية ووقعوا وثيقة أحدثت زلزالا في إسرائيل ما زالت توابعه مستمرة حتى اليوم , وما كادت توابع الزلزال تهدا مع مرور الأيام حتى صدر كتاب بعنوان
( الـــتــمـرد ) لينفجر بركان مدمر اكتسحت حممه ما تبقي من أساطير جيش الدفاع بل والمجتمع الإسرائيلي ذاته .

هذا الكتاب وهو أحدث واخطر كتاب يصدر في إسرائيل يضم شهادات حية لثمانية من ضباط جيش الدفاع أعلنوا العصيان ورفضوا الخدمة في جيش الاحتلال في الأراضي الفلسطينية وهو تجسيد حي لأبشع أنواع العنصرية والإرهاب وجرائم الحرب بالتواطؤ مع النظام السياسي والهيئة الدينية والنظام التعليمي وجميع أجهزة الدولة .

وإذا كانت إسرائيل تضع سيف معاداة السامية علي رقاب الجميع في أي مكان في العالم فأن هؤلاء الضباط هم ساميين حتى النخاع , ويهود أبناء يهود من دماء يهودية خالصة , وجميعهم ينتمون إلي الطبقة الراقية في المجتمع الإسرائيلي مما يجعل شهاداتهم وثيقة دامغة ودليل إدانة إلي كل من يهمه الأمر في جميع المنظمات المدنية والهيئات الدولية في العالم .
التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية

الفصل الأول .

الضابط احتياط " شاماي ليبوفيتز " يؤكد .
إسرائيل ... تنهار والديمقراطية أكذوبة كبري
أطالب بمحاكمة القضاة أمام المحكمة الجنائية الدولية
الحاخامات يشوهون الكتاب المقدس ويدنسون اليهودية

: شاماي ليبوفيتز 32 عام ضابط احتياط يعيش ببلدة جيفات شمويل قرب تل أبيب , يعمل محاميا وخدم في وحدات المدرعات ... يدعو شاماي إلي الكفاح من اجل المساواة التي تقوم حسب راية علي اليهودية الحقيقية , شارك شاماي في دعوى قضائية ضد جيش الدفاع أمام المحكمة العليا الإسرائيلية والتي تطالب بوقف سياسية الاغتيالات أو التصفية الجسدية التي يعتمدها الجيش ضد رموز المقاومة الفلسطينية , وقد تأجلت الدعوى عدة مرات لان المحكمة كما يقول " شاماي " أرادت أن تشتري الوقت وتتجنب إصدار قرار يغضب الجميع , فهي لا تستطيع تأييد عمليات التصفية ولا تستطيع تقويض أنشطة الحكومة وجنرالات الجيش , ويبدو أن فكر " شاماي " لم يأت من فراغ فهو حفيد البروفسور الراحل يبشع ياهو ليبوفيتز المفكر اليهودي الذي دعا إسرائيل للتخلي عن سيطرتها علي الأراضي الفلسطينية وإنهاء احتلال أراضي شعب أخر فور انتهاء حرب 1967 .

كما دعا يبشع جنود الجيش الإسرائيلي إلي عصيان الأوامر ورفض الخدمة في الأراضي المحتلة , وكان والد شاماي أستاذا للرياضيات بجامعة بن جوريون في بير سبع بينما عملت والدته أستاذة للغة الإنجليزية ومترجمه وكاتبة فماذا يقول شاماي ليبوفيتز .

القتل بدون أوامر
________________________________

في يوم الالتحاق بالجيش عندما تدخل القاعدة لا تتلقي الأوامر بقتل الأطفال الصغار , ولكن أثناء الخدمة تجد نفسك تقوم بمثل هذه الأعمال عادة ودون أوامر , فعلي سبيل المثال عندما تكلف بمهمة تفتيش منزل أو ملاحقة مطلوبين يجري أمامك شخص فتطلق علية النار وتقتله , وقد تتوقف لحظات وتسال نفسك هل كنت تريد قتل هذا الشخص ؟؟ , لم أكن أريد ذلك ... لقد حدث دون إرادتي !! .

غالبية الجنود لا يفهمون انك لا تستطيع الالتزام بالأخلاق وأنت تخدم في الأراضي المحتلة , ليس هناك شيء اسمه " احتلال تنويري " , انه قمة التناقض اللفظي , لا يمكنك السيطرة علي شعب وتنكر عليهم حقوقهم بشكل تنويري , هل يمكنك أن تقصف قراهم ومدنهم بالطائرات والصواريخ ثم توزع عليهم الحلوى ؟؟ .
هل يمكن أن تقول لهم " نحن آسفون لقد قصفنا قريتكم وقتلنا خمسة أشخاص ... وكنا نحاول قتل محمود عباس ولكننا قتلنا أما مع أطفالها الأربعة وهم نيام بدلا منه , وناسف علي هذا الخطأ الغير مقصود , ثم ينتهي كل شيء ؟؟ , أن مثل هذه الأمور تجري يوميا .

اليهودية والأخلاق
_____________________________


: وقد يسألني البعض عن مدى تأثير جدي المفكر الديني الراحل علي تفكيري وقراري بالرفض , وأقول ليس صحيحا القول بان مجرد نشأتي في كنف جدي كان السبب في تبني أفكاره وقناعته , فأنا اختلف معه في أشياء كثيرة فهو يقول " انه لا علاقة بين اليهودية والأخلاق " بمعني أن الشخص قد يكون متدينا ويمارس الطقوس الدينية من صلاة وطعام حلال ويظل يؤيد الاحتلال , ولكني أري خلافا لذلك , أن هناك علاقة بين الاثنين بمعني أن اليهودي المتدين حقا لا يقمع غير اليهودي ولا يمتهن كرامتهم ولا يحتجز أناسا بغير محاكمة , ومن ثم فأن المعادلة الصحيحة هي " إذا كنت متدينا حقا يجب أن تعارض الاحتلال " , وهكذا فان مقاومة الاحتلال تبدأ من الأيمان باليهودية الحقيقية وليست اليهودية المزيفة التي يروج لها مستوطنو "
التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية


جوش ايمونهم " فهؤلاء اليهود الذين يعتبرون أنفسهم في قمة التدين " حريديم " يسفكون الدماء ويقتلون بدم بارد ويمتهنون كرامة البشر ويعاملونهم بابشع صور الإذلال ويمنعونهم من استخدام الطرق ويجبرونهم علي السير عدة كيلومترات سيرا علي الإقدام ثم يذهبون للصلاة !! .

فبعد كل ما يفعلونه ماذا تساوي صلاتهم ؟؟ , الشخص الذي يصوم ويكفر عن سيئاته في يوم كيبور " أقدس الأعياد اليهودية " , ثم يتسبب في أبشع صور المعاناة لملايين البشر يرتكب خطا قاتلا , الأنبياء يقولون أن هؤلاء الذين يتسببون في معاناة الضعفاء يهزاون باسم الرب وليس هناك خطيئة اشد من إهانة اسم الرب .

هناك نص في التلمود يقول " في حالة حدوث تجديف واجتراء علي المقدسات يجوز مخالفة مواعظ الحاخامات" , بمعني آخر أن الإنسان بوسعه أن ينتقدهم ومع كل الاحترام الواجب للحاخامات ألا أنهم يشجعون علي تدنيس المقدسات وانتهاك المحرمات , أنني أقول ذلك علي المعتدلين منهم أيضا لأنهم ببساطة لا يدينون الاحتلال , أن غاية ما يقولونه أنهم راغبون في التوصل إلي حل وسط بشان الأراضي عندما يأتي العرب طائعين صاغرين إليهم .

سلام المغتصب والضحية
_________________________________

: أن الوصايا التي وضعها أنبياء بني إسرائيل تقول " يجب ألا تنتظر حتى تحارب عدوك لتهزمه إلي درجة الازعان , فقبل كل شيء يجب أن تمنع عنه الظلم , يجب أن تخلق السلام من خلال معاملة كل إنسان وكل امة باعلي قدر من المساواة والاحترام , انه التزام أساسي , بالطبع أنا أريد تسوية سلمية , ولكن لا يمكن أبدا أن يكون هناك سلام بين المحتل والخاضع للاحتلال , فهذا الأمر يشبه من يطلب اتفاق سلام بين المغتصب والضحية أثناء عملية الاغتصاب , لابد أن ينتهي الاحتلال أولا لأنه جريمة أخلاقية ثم يكون بإمكاننا بعد ذلك الحديث عن ترتيبات علي المدى البعيد .

ولكن متي قررت رفض الخدمة ؟؟ .

أقول قبل عدة أيام عثرت علي خطاب كتبته لقائد كتيبتي عام 1993 ... أبلغته فيه أنني لا أستطيع تنفيذ المهمة التي كلفت بها في غزة وقلت أني ارفض الاحتلال وما يستتبعه من قمع , كان رفضي الخدمة في غزة لا يعني رفضي الخدمة في الجيش نهائيا , لقد طلبت منه نقلي من الكتيبة كي اخدم في أي مكان أخر بعيدا عن الأراضي المحتلة , وافق قائد الكتيبة ونقلت إلي الحدود المصرية , ومنذ ذلك الحين لم يطلب مني الخدمة في الأراضي المحتلة , وما كتبته عام 1993 يمكن كتابته اليوم , عندما تقمع ثلاثة ملايين إنسان وتنكر عليهم حقوقهم الأساسية لابد أن ينفجر العنف ولا شك أن العنف يولد مزيدا من الإرهاب , والإرهاب يقود إلي مزيد من العنف وهكذا .

عنصرية فاضحة
_________________________

: لقد أدركت منذ سنوات عمري الأولي إلي أي مدي يجري التمييز ضد غير اليهود في إسرائيل , فعندما كنت ادرس في مدرسة بيشيفا في جوش اتزيون , كان لدينا حمامات سباحة في الوقت الذي كان فبه جيراننا الفلسطينيون محرومين ليس فقط من حمامات السباحة بل من مياه الشرب النقية والطرق , بل ومحرومين من كل شيء , لا يبدو أن المستوطنين في فيلاتهم الأنيقة يهتمون بهذا الأمر أبدا , عندما تعيش هكذا وتتجاهل تماما أحوال كل من حولك فلا يمكن أن تكون يهوديا حقا .

علي مدي خمس سنوات كنت اسبح في حمامات سباحة وأقود سيارتي علي الطريق السريعة التي حرم الفلسطينيون من السير عليها حتى بالأقدام , كنت أمارس حقي في الانتخاب والإدلاء بصوتي في حين يعيش كل من حولي محرومين من سيادتهم وحقوقهم , وقد يقول احد كيف لنا أن نكسر نسق التفكير والأنماط السلوكية الراسخة في المجتمع اليهودي , وأقوال أن التعليم هو الأساس لابد أن يكون هناك تعليم حقيقي
التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية

يعلي من قيم الحرية والاحترام والمساواة وحقوق الإنسان ومساعدة الفقراء والأيتام والأرامل سواء كانوا يهود أو غير يهود , نعم حتى غير اليهود وكما ورد في التلمود " عندما يكون غريب معك في أرضك يجب ألا تخطيء في حقه , يجب أن يكون هذا الغريب بالنسبة لك وكأنه صاحب الأرض معك وعليك أن تحبه كنفسك لأنكم كنتم غرباء في ارض مصر ".

تعليم متطرف
______________________

: ربما يقول البعض أني استخدم تعبير " غرباء " للإشارة إلي الفلسطينيين رغم أنهم أصحاب هذه الأرض , وأقول أن هذا يعود إلي نمط التعليم الذي تربينا علية , لو كان الكتاب المدرسي عندنا علمنا أن الفلسطينيين ليسوا غرباء ولكنهم مواطنون فان وقعنا كله كان قد تغير إلي حد كبير لقد أصبح تعليمنا ذا نزعة قومية متطرفة خلال العشرين أو الثلاثين عاما الماضية , انه يعزز مشاعر الخوف من الإبادة ويركز علي ضرورة أن بدافع عن أنفسنا بدولة قوية وجيش قوي النظام التعليمي في إسرائيل يغذي مشاعر الخوف المرضي من الجميع ويردد دائما أن العالم كله يقف ضدنا , هذا النوع من التعليم يؤكد علي نمط العيش بالسيف علي حساب قيمنا , وعندما كنا في الشتات كان اليهود يشغلون أنفسهم بقضايا اجتماعية وأخلاقية وروحية مثل الأعمال الخيرية والاهتمام بالمرضي والمحتجين والمسنين ودراسة التوراة , وما أن حصلنا علي استقلالنا وأصبحنا لنا دولة تجاهل تعليمنا هذه القضايا لصالح مشاعر القومية المتطرفة وربما أقول لصالح تقديس السلاح .

تشويه الكتاب المقدس
_____________________

: وهناك عدة أمثلة علي استغلال التوراة في تعزيز المشاعر القومية , من ذلك مثلا أن المستوطنين باسم الحق الإلهي في الأرض يمارسون أبشع أنواع العنصرية والتطرف الفكري من خلال تشويه النصوص الدينية , كما أن احدي قصص التوراة تقول أن أول مدينة عبرية في العالم أقيمت كعهد سلام بين إبراهيم وابيمالك بعد أن فضل إبراهيم التوصل لاتفاق بدلا من أن ينكر علي ابسما لك حقوقه , ولكن علي مدي سنوات قام النظام التعليمي بمحو هذه الفكرة تماما وبشكل متعمد من الكتب المدرسية , كما أن الحاخامات يبذلون كل ما بوسعهم حتى لا يطلع الدارسون علي هذا النص , أن مدرسينا يمجدون المشاعر القومية فيما يعمل حاخاماتنا علي تشوي الكتاب المقدس ويعزلون بعض العبارات عن الشجاعة والحرب والاحتلال عن سياقها لتكرارها في نسق مختلف , لقد سمعت كثيرين يقولون لي لماذا تريد أن تقيم سلام مع هؤلاء العرب ؟؟ , أنهم قوم لا يمكن الوثوق بهم , أنهم لا يريدون سوي قتلنا .. لا يمكننا أن نتخلى لهم عن سيناء ..

أو لا يمكننا أن نترك لهم من مخيم بلاطة ورفح .. انه نفس الدافع في جميع الأحوال " لأنهم يريدون قتلنا " , وهكذا تري أن رجال الدين عندنا ليسوا فقط دعاة حرب بل مجهدون لا يترددون عن تشويه الكتاب المقدس لتبرير تعاليمهم القومية المتطرفة .

قضاة أسوا من الحاخامات
____________________________

: أن الأمر لا يقتصر علي نظامنا التعليمي فقط فهناك أيضا النظام القضائي , فقضاتنا مذنبون لأنهم يؤيدون الاحتلال , قضاة المحكمة العليا أسوء من الحاخامات علي مدي 35 عاما , أضفت المحكمة الشرعية علي عمليات الاغتيال الاعتقال الإداري والطرد وهدم المنازل وغير ذلك من السياسات التي لا يمكن أن تسمع بها في دولة ديمقراطية , وكل ذلك باسم الأمن أي امن هذا ؟! .

لقد قال " بنيامين فرانكلين " أن من يتخلون عن الحرية من اجل أن ينعموا بقليل من الأمن لا يستحقون الحرية ولا الأمن , لقد جرد القضاة دولتنا من الحرية ووضعوا مكانها ورقة التوت التي تمثل امن الدولة وكما قال " بنيامين فرانكلين " فإنهم ساهموا في أحساس الشعب اليهودي بالخوف وانعدام الأمن ومن اجل رغبتهم في تبرير ما تقوم به الدولة من فظائع فان أمننا وصل إلي ادني مستوي له منذ إعلان قيام الدولة .
التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية



والسؤال .. كيف يساهم هؤلاء القضاة في تعميق الأيديولوجيات القومية المتطرفة ؟؟ .

والجواب لأنهم لم يتلقوا أبدا تعليما قانونيا سليما , إذا كانوا قد تعلموا فأنهم سيصلون إلي نتيجة مؤداها " عندما تأمر السلطات بهدم منازل واعتقال أناس دون محاكمة فأنها ليست وظيفة القضاة التصديق علي ذلك "
في النظم الديمقراطية القضاة لا يمثلون السلطات , كل شخص له كامل الحقوق القانونية حتى لو كان من اعتي المجرمين والقتلة أو المتآمرين وإذا لم يكن قضاتنا يفهمون ذلك فأنهم لا يستحقون أن يجلسوا علي مقعد القضاة .

مملكة الشر
______________________________

: أنني أقارن بين قضاتنا وبين قضاة مملكة أخاب " ملك الشر " , والذين كان حكمهم دائما انه عندما يتعلق الأمر بأمن الدولة فلا يكون هناك خيار أخر سوي انتهاك الحقوق , ويحضرني هنا قصة المواطن " نابوث " الذي رفض إطاعة أوامر الملك أخاب فرأي القضاة ضرورة انتهاك حقوقة واتهامه بتكدير الأمن العام , وقد كان واعدم " نابوث " رجما بالحجارة وبعد كل شيء فقد كان هناك شهود وممثل ادعاء ودفاع ولكن الحكم معروف , انه خطر علي الأمن , ولذلك كان من السهل إقناع الرأي العام بشرعية قتل " نابوث " .

أن قصة نابوث تمثل صورة طبق الأصل لفساد نظامنا القضائي فنحن لدينا أيضا شهود وممثل ادعاء ومؤسسة لحقوق الإنسان تسمي " بيت سليم " وممثلو دفاع يمثلون الفلسطينيين , ولكن كل هذا خداع لان القضاة جزء من النظام يتعاونون مع المدعين لممارسة أبشع أنواع الظلم , هذا التأييد الاعمي للنظام خطا وخطير أيضا , لم تجد قاضيا واحدا وقف وقال لن افعل هذا , أنهم مثل ماكينات المياه الغازية الميكانيكية تضع فيها العملة وتخرج لك ما تريد , أنني أريد من النائب العام وكل عناصر الجهاز القضائي عندنا أن يقروا جيدا حكاية محاكمة " نابوث ".

عليهم أن يخجلوا من أنفسهم اشد الخجل , أنني أتوقع منهم كيهود الكثير , وبدلا من الدفاع عن نظام احتلال فاسد يتعين عليهم أن يصرخوا قائلين " لنتوقف عن أفعال الشر " , ولكن دعني أقول أن هناك عددا قليلا جدا من القضاة كان لديهم الشجاعة لاتخاذ هذا الموقف واذكر منهم علي سبيل المثال " شاييم كوهين " .

اغتصاب النظام
_______________________________

: ومع ذلك فان النظام له مصلحة في الاحتلال وقضاتنا يرغبون في أفساد النظام القضائي لحساب النظام الحاكم وغدا سيكون للنظام مصلحة في التخلص من جميع اليساريين وسيجد القضاة السبل الكفيلة بإفساد العملية القضائية من اجل أن يفعل ذلك اليوم النظام , يغتال الفلسطينيين بدم بارد , وبعد كل عملية تصفية يصدر بيان صحفيا يقول أن الرجل المستهدف كان " خطرا علي الأمن " لا يسال احد أي سؤال عما يحدث , والقضاة صامتون , غدا سيبدلون في القيام بنفس الشيء ضد اليهود وسيقولون ساعتها أن يوري افنيري تعاون مع عرفات , ولذلك قمنا بتصفيته وفي نهاية المطاف سيصلون إلي أنا قد يبدو ذلك محض خيال .

ولكن الحقيقة اقرب مما يعتقد الكثيرون أن القضاة يغتصبون النظام القضائي لإسعاد النظام , الحاكم في إسرائيل والمبررات دائما جاهزة , لقد فعلنا ذلك حفاظا علي الأمن العام والمصلحة العامة وامن الدولة الخ .

جرائم حرب
___________________________

: كانت هناك شهادات ذات مصداقية عن جرائم حرب ارتكبت ولكن لم يستمع إليها احد من قضاتنا , كيف تفسر رفض جميع الدعاوى التي رفعت أمام المحكمة العليا من مدعين يعارضون الاحتلال ؟؟ .

التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية


علي جميع الضباط أن يدركوا أن عمليات التصفية هي قتل خارج نطاق القضاء , وكل جندي يخدم في الأراضي المحتلة مشارك في هذه الجرائم , وكل جندي يساعد الجيش هو شريك أيضا لأنه يعرف أن الجيش ينفذ هذه الاغتيالات خارج نطاق القضاء , وهي جرائم حرب بكل المقاييس ومن ثم فان كل جندي يخدم في الأراضي المحتلة مشارك في جرائم حرب وله الحق علي الدولة في أن يرفض التورط فيها وهناك قضية أخري خطيرة .
جيش الدفاع يستخدم الفلسطينيين دروعا بشرية وهؤلاء الذين يرفضون يقتلون في الحال وبدم بارد , والأمر الاسوء من ذلك أن المحكمة العليا تتساهل مع كل هذه الجرائم , وهذا يفسر لماذا أدعو إلي تقديم القضاة الإسرائيليين للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية , لقد منع جيش الدفاع سيارات الإسعاف من إخلاء الجرحى وترك مئات الفلسطينيين ينزفون حتى الموت وتتحلل جثثهم في المخيمات والمدن , لقد أطلق جيش الدفاع النار علي شخص انتهك حظر التجول وخرج لشراء رغيف خبز بعد أن ظل محبوس لأربعة أيام مع 50 شخصا آخرين في غرفة واحدة , هذه الجرائم موثقة وعليها شهود وهذا يفسر لماذا يمنع الجيش الصحفيين من الدخول لرؤية ما يحدث في المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية , لقد دفنوا المئات في مقابر جماعية بهذه المدن والمخيمات ... انه أمر مروع .

دعوة للعصيان
_______________________________

: أنني أدعو طياري الاباتشي ألاف /16 أن يرفضوا تنفيذ الأوامر بقصف المدنيين في الأراضي الفلسطينية , وان يطلبوا المثول أمام محكمة عسكرية , عندئذ سنطالب بتطبيق اتفاق جنيف الرابع الخاص بحماية المدنيين أثناء الحرب , أنني أدعو جميع الجنود إلي التوقف عن ارتكاب جرائم حرب والمطالبة بمحاكمة عسكرية عادلة أدعو جميع الجنود إلي التوقف عن ارتكاب جرائم حرب والمطالبة بمحاكمة عسكرية عادلة , ادعوهم إلي ترك قواعدهم العسكرية والامتناع عن صيانة دباباتهم وطائراتهم ومدفعيتهم وكل أنواع الإلة الحربية التي تستخدم ضد المدنيين , أدعو جميع الجنود لفتح أبواب معسكرات الاعتقال التي يحتجز فيها ألاف الفلسطينيين عدة اشهر دون محاكمة , وفي الوقت نفسه ادعوهم إلي الدفاع عن دولة إسرائيل داخل حدودها التي حددها المجتمع الدولي بقرار التقسيم بعد حرب عام 1948 ولا شك أن القول بان مثل هذه الأعمال تعني القضاء علي الجيش والدولة اليهودية قول سخيف تماما , إذ لم يذكر التاريخ حالة واحدة انهار فيها مجتمع بسبب خروج فئة منه عن النص وإعلان رفضهم ارتكاب أفعال الشر .

إذا انهار مجتمع فان ذلك يعود في الأساس إلي أن هناك من يتستر علي ما يجري من شرور فيما يواصل آخرون ارتكاب أفعال مدمرة , أنني أدرك خطورة ما أقول فقد استيقظ غدا فأجد أمرا باعتقال كل زبائني كمحام لأني أدعو للمقاومة والرفض , ولكن احدي الوصايا الرئيسية في الكتاب المقدس تقول " يتعين عليك إلا تخشي وجه إنسان إذا كان ذلك الأمر يتعلق بأمر الرب " , أن إسرائيل كمجتمع ديمقراطي تنهار أمام أعيننا في وضح النهار , نظامنا الدكتاتوري الحاكم القي بإسرائيل في خضم حمام دم لابد أن يتوقف أنني اخشي كثيرا علي مصير إسرائيل وهذا يفسر لماذا أضع هذا الأمر فوق أهدافي الخاصة , ذات مرة ذهبت إلي المعبد وبعد الصلاة تحدثت مع احد الحاخامات عما يجري من مطاردات للأطفال الفلسطينيين علي مدي 35 عام واقتحام المنازل فجرا وترويع النائمين من المدنيين في الأراضي فوقف احدهم وقال لي " اغرب عنا ولا نريد أن نري وجهك هنا مرة أخري " , . مثل هؤلاء اليهود لا يكرهون فقط الفلسطينيين لأنهم يريدون دولتهم بل يكرهون اليهود اليساريين أيضا لأنهم لا يشاطرونهم معتقداتهم في إسرائيل الكبرى .

هؤلاء المتدينون هم السبب في حمام الدم الذي تعيشه إسرائيل , لابد من ترسم حدود إسرائيل علي حدود 67 وإخلاء المستوطنات وتعويض المستوطنين , وفور ترسيم حدود الدولة إذا أراد مستوطن الهجرة من إسرائيل كي يعيش في الدولة الفلسطينية يجب أن نسمح له بذلك انه حقه مثلما هو حقه الهجرة إلي الولايات المتحدة أو أي مكان أخر في العالم ولابد من الاعتراف بحق العودة للفلسطينيين , بل لابد أن نطلب منهم الصفح عما أوقعناه ضدهم من ظلم في عام 1948 " النكبة " , لقد تعودنا علي الاضطهاد لدرجة أنستنا قوة الصفح .
الاعتذار مبدأ أساسي في اليهودية , ومن يصلي ليل نهار ولا يفهم ما فعلنا ضد مئات الآلاف من اللاجئين أمنا يصلي مثل الروبوت وصلاته لا معني لها وعليه أن يمارس اليوجا أفضل .
التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية


المشكلة الأساسية هو أن كثير جدا من اليهود فقدوا روح اليهودية ولا يستطيعون أن يقولوا " أسف " علينا أن ندرك أن الاعتذار هو الخطوة الأولي نحو المصالحة , وقبل أن نتحدث عن النهوض بأي شيء في بلادنا علينا أن نقاوم الاحتلال ... الاحتلال هو الذي دمر نظامنا القضائي ونظامنا التعليمي والاسوا من هذا كله دمر عقيدتنا اليهودية , ولكن متي ينهار نظام الاحتلال ... لن يحدث هذا إلا عندما تقف الأغلبية الصامتة لتطالب الجيش برفض الخدمة في الأراضي المحتلة والتوقف عن قمع وازلل الشعب الفلسطيني ... ساعتها يمكن إقامة مجتمع يهودي حقيقي قائم علي العدل والحرية والتعاطف .


















الفصل الثاني

التمرد
جرائم كتائب الإعدام

هدم المنازل .. أحد أشكال العقاب
الجماعي ضد الفلسطينيين


وسط الضباب الكثيف الذي تطلقه آلة الدعاية الإسرائيلية لحجب حقيقة الجرائم المروعة التي يرتكبها جيش الاحتلال ليل نهار ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.. خرج نفر من رجاله علي الصف وأعلنوا التمرد ورفضوا المشاركة في هذه الجرائم. هؤلاء الضباط والجنود اختاروا هدم معبد الفساد وتحطيم أسطورة جيش الدفاع ونزع كل ما يحيط به من هالات التقديس والتمجيد. لقد كشف هؤلاء الضباط والجنود في لحظة صدق مع النفس صحت فيها ضمائرهم بعضا مما رأوه بأم أعينهم وما شاركوا فيه بأيديهم علي مدي سنوات.. أنها شهادة دامغة علي جريمة حرب مكتملة الأركان يقدمها هؤلاء الجنود موثقة بكل الأدلة ونقدمها نحن إلي ضمير العالم وإلي كل الجهات الدولية المعنية.. فربما تكون هذه الشهادات الحية دليل إدانة أمام المحكمة الجنائية الدولية في يوم ما ليس ببعيد.

ومن بين هؤلاء الضباط عساف أورون الذي قدم شهادته مشفوعة برسالة إلي كل يهود العالم لعلها توقظ ضمائرهم وتدفعهم لاتخاذ جانب الحق ولو مرة واحدة في تاريخهم!

عساف أورون.. رجل نحيل يبلغ من العمر 36 عاما وهو أب لطفلين يعيش في ضاحية موشاف نيهورا بجنوب إسرائيل. نشأ عساف في ضاحية بيت هاكيريم بالقدس ويعمل حاليا في حملات المساعدات الإنسانية للفلسطينيين التي تعني بأحوال المشردين والجوعي ومن هم في حاجة ماسة للرعاية الطبية بعد العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي. وكعضو نشط في حركة الرافضين أعلن عساف رفضه للاحتلال وتضامنه مع ضحايا عمليات البطش التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي رغم انه احد رجاله.

هذا التناقض الظاهري تعود جذوره إلي نشأة عساف الذي نشأ لأبوين مختلفين أيديولوجيا في نظرتهما لإسرائيل، فالأم ترفض السياسة الإسرائيلية بل أنها شاركت في المظاهرات المناهضة لغزو لبنان وما أعقبه من مذابح مخيمي صبرا وشاتيلا عام 1982 بينما يعتبر الأب أن العالم كله ضد إسرائيل وان القوة المسلحة هي السبيل الوحيد لمواجهة ذلك. ويعكس سلوك عساف أورون هذا التناقض داخل الشخصية الإسرائيلية فهو ضابط بجيش الدفاع يخدم في وحدة يشعر أنها تنتهك كل وأبسط حقوق الإنسان التي يؤمن بها.

عقلية الجيتو

ويقول عساف: نشأت علي درب والدي معارضا لليسار. وعندما كان عقيدا في جيش الدفاع كان يعتقد أن قوة إسرائيل تكمن فقط في قوتها المسلحة. لقد عاش والدي وهو طفل حياة اللاجئين في معزل لليهود في شتيتل في بولندا وهناك اخبرهم الروس بضرورة الرحيل وألا فإن الألمان سيقتلونهم وبالفعل هاجرا شرقا وبعد انتهاء الحرب هاجر مع والديه إلي إسرائيل.

ورغم انتماء والدي للمجتمع الإسرائيلي إلا أن هوية اللاجيء هي التي ظلت غالبة عليه لتشكل نظرته للعالم كله. أما والدتي فقد كانت ظروفها مختلفة فقد نشأت في منطقة ما بوسط أوروبا لأسرة ليبرالية. وقبل الحرب انتقلت مع والدتها من المنطقة التي صارت تعرف بعد ذلك باسم اوشفيتز وهاجرت إلي فلسطين من بين المهاجرين اليهود الأوائل. لقد كانت من أسرة ذات نفوذ تملك سبل الحصول علي التصاريح اللازمة للهجرة
التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية


إلي فلسطين. وهكذا نشأت بين أفكار والدي المتشددة من ناحية التي تري أن إسرائيل هي الرد الطبيعي علي ما لاقاه اليهود في معازلهم في وارسو واوشفيتز وغيرها، وعلي دعاوى السلام والعدل والحرية والمساواة للجميع التي كنا نسمعها في أغاني جون لينون وديلون وبوب مارلي وغيرهم.
وفي سن الثامنة عشرة التحقت بالجيش. لم التحق به من دافع الحماس أو الوطنية بل فعلت ما يفعله كل إسرائيلي. وحاولت ألا أكون وحيدا مقابل آخرين يستعرضون عليك بطولتهم في الدفاع عن أرض الوطن.

لم يطلبوا منا تعذيب الناس ولكن طلبوا منا أن نكون صارمين في التعامل معهم. كانت وظيفتنا أن نجعل الفلسطينيين يعيشون وقتا عصيبا وخاصة الشباب منهم.

فهم دائما في دائرة الاشتباه. ودون تفكير أو شعور أصبحت مولعا بالقتال وفور أن نعتقل شابا ويحاول الهرب نطارده ثم نمسك به ونوسعه ضربا. نعم لقد شاركت في الكثير من هذه الأفعال التي لا يمكن أن تمحي من ذاكرتي أبدا من ضرب وإهانة أشخاص بعضهم في سن والدي.

وفي عام 1990 أخذني صديق للتطوع معه في منظمة تعني بمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة. كنت شغوفا لأري ماذا يجري علي الجانب الفلسطيني. ومع رؤيتي لانتهاكات حقوق الإنسان في القدس الشرقية والأراضي بدأت أري الجيش من زاوية أخري. بدأت أدرك إلي أي مدي ينتهج جيشنا سلوكا عسكريا غير مقبول. وفي غرفة ضيقة بالقدس الشرقية بدأت أنقب بين كم هائل من الملفات عن أعمال القتل والتعذيب وحتى الإهانات العادية في الحياة اليومية التي يواجهها الفلسطينيون. ولكني شعرت أني كمن يحاول أفراغ البحر بملعقة شاي!.

عرفت إلي أي مدي كانت انتهاكات حقوق الإنسان ترتكب بشكل منهجي منظم في الأراضي الفلسطينية.

والي أي مدي يساهم نظامنا القضائي في السماح بهذه الانتهاكات دون عقاب واضح. لقد أصبحت رؤيتنا للفلسطينيين تقوم علي اعتبار أننا وهم في مباراة من شوط واحد وان فوزهم يعني خسارتنا نحن. والعكس صحيح.

سياسة صنع العملاء

باختصار هدفنا هو تنغيص حياة الفلسطينيين لحرمانهم من أن يحيوا حياة طبيعية وتذكيرهم دائما بمن يمسك في بدية كل شيء.

وعلي سبيل المثال الناس الذين يريدون تصريحا للسفر للخارج يطلب منهم أما التعاون مع الجيش أو توقيع أقرار بأنهم لن يعودوا قبل عدة سنوات!.

لقد اعددنا تقريرا علي افتراض أن الناس سيطلعون عليه ويدركون الهدف من تلك السياسة وهو تقليص عدد الشباب في الأراضي الفلسطينية إلي أقل يحد ممكن.

ومع ذلك لم يهتم بهذا التقرير احد، بل أن الناس كانوا يسألونني سؤالا سخيفا: لماذا تساعد العرب؟ أليس لدينا ما يكفينا من المشكلات؟!.

لقد تحولت الفترات الثلاث التي قضيتها كضابط احتياط إلي مزيج من الخزي والشعور بالغثيان.

ورأيت كيف سعي الجيش إلي تخريب اتفاقات اوسلو عمدا. وسأضرب لكم مثلا.. قبل أيام من الانسحاب من بيت لحم كنت في فترة الاحتياط بهذه المنطقة وكان الجميع في حالة من الفرح والابتهاج في أعقاب الأجواء الاحتفالية التي سادت بعد اتفاقات اوسلو.


التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية



ولكن كانت الأوامر الصادرة ألينا من قادتنا تقول 'فتشوا المساجد حيث يوجد المتشددون وسجلوا أسماءهم'.. وهو ما يعني ضمنا السعي لافتعال أي اشتباك لإيجاد ذريعة لتأخير الانسحاب.

كتائب الإعدام

وفي 1997 كنت في فترة الاحتياط في غزة لم أكن أتصور ما يحدث، فقد سلمت غزة نظريا للفلسطينيين ولكن الاحتلال ظل كما هو بكامل صوره. فقد ظل الناس اسري داخل القطاع لا يسمح لهم بالدخول أو الخروج. أدركت أن هؤلاء المحاصرين سيكونون قنابل موقوتة ضدنا ولم يخيب أيهود باراك ومن بعده أريل شارون ظني بعد أن وفروا لي هذه القنابل الموقوتة المفجرات اللازمة .

صحيح أن زيارة شارون لساحة المسجد الاقصي المشئومة تسببت في اندلاع احتجاجات فلسطينية قام خلالها المتظاهرون بإلقاء الحجارة وإحراق الإطارات ولكن الجيش رد بالذخيرة الحية ونشر القناصة علي أسطح المباني لقتل المحتجين.

فضلا عن ذلك فإن كتائب الإعدام المعروفة باسم دوفديفان كانت تجوب شوارع المدن الفلسطينية بالملابس المدنية وترتكب مالا يمكن لأحد الحديث عنه.

وعند هذه النقطة قررت ألا استمر في خوض تلك الحرب.

وفي يناير 2002 عندما حضرت أول اجتماع لحركة الرافضين بدا الأمر وكأني انظر في مرآة أري فيها 20 صورة لي. وللحق أقول أننا كنا جميعا من نفس الطبقة الاجتماعية فقد كنا من الطبقة الوسطي.

ودعنا نقول أن الناس الذين يستطيعون اتخاذ خطوة شجاعة في اللحظة المناسبة هم أولئك الذين لا يعانون من أي مشكلات اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية. هذا يفسر لماذا تقع علي أولئك الذين ينشأون في مجتمعات النخبة مسئولية المبادرة لتغيير وجه المجتمع. علينا التزام بأن نفعل شيئا تجاه ذلك.

علينا مسئولية أن نكون العصا التي تكسر ظهر الاحتلال. وبهذه الطريقة فقط يمكننا إنقاذ سكان هذه الأرض.

الخروج عن الصف

نعم.. أدرك أن أصعب عمل يمكن أن يقدم عليه إنسان هو التمرد والخروج عن الصف، ولكن عندما تصل إلي قناعة تامة بأن ما تقوم به هو جريمة بكل المقاييس فإن هذا الحاجز النفسي يزول ولسوء الخط فإن الفكر الذي يحكم جيش الدفاع يقوم علي قاعدة تقول 'لآتكن منزعجا تجاه ضميرك.. اهتم فقط بمستقبلك'!! وكذلك فإن اختيار الأمور المريحة حل سهل فمثلا يمكنك التظاهر في ميدان عام ولكن أن تنقل الطعام إلي ألجوعي الفلسطينيين أو تعلن التضامن مع العرب وتنشق عن الصف فإن هذا أمر لا يحتمل.

والغريب أن البعض يري أن جنود جيش الدفاع يتصرفون في اغلب الأحيان بإنسانية وللرد علي ذلك دعوني أسألكم كيف يمكن أن تفرض حظر التجول علي مدينة بشكل أنساني؟! ولأضرب لكم مثلا.. في قرية قرب نابلس كانت هناك طفلة تسمي تبارك عودة عمرها عامان.

كانت تبارك مريضة تتعاطى دواء ولكن مع فرض حظر التجول نفد الدواء من منزل الأسرة ومنع جيش الدفاع أي احد من تقديم الدواء لهذه الأسرة.

كنت شاهدا علي هذا الأمر ولكن عندما حاولت منظمتنا التحرك لإنقاذ الطفلة كان كل شيء انتهي.. ماتت تبارك. لم تكن تبارك سوي طفلة من بين عشرات وربما مئات آخرين يعيشون ظروفها ولا يستطيع احد

التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية


الوصول أليهم. ولاشك أن الجنود الذين يقفون عند حواجز التفتيش ويمنعون عربات الإسعاف من المرور هم ينفذون الأوامر ويؤدون عملهم لا أكثر.

ربما لا يفكر أي من هؤلاء الجنود أن له يدا في موت تبارك ولكن ألم يسأل احدهم نفسه عمن يمنع سيارة الإسعاف من المرور.. ألا يعتبر هذا قاتلا للأطفال.

أكاذيب يهودية

هناك كثير من الأكاذيب التي تروج لها إسرائيل .. ومن ذلك مثلا أنهم يتحدثون علي مدي سنوات عن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ويقولون 'لماذا لا يحل العرب مشكلة اللاجئين ويقدمون العون لظروفهم البائسة'؟ واستكمالا للأكذوبة يأتي الجواب 'أنهم يريدون أن يستخدموا هؤلاء اللاجئين في دعاياتهم بشأن معاناة الشعب الفلسطيني'!! أن إسرائيل تردد دائما هذا الزعم ضد الدول العربية وتحاول أن تنسي أن جهة الاحتلال طبقا لاتفاقيات جنيف هي المسئولة عن توفير كل ظروف الحياة الإنسانية للمواطنين تحت الاحتلال. أن إسرائيل لم تبادر يوما لتحسين ظروف هؤلاء اللاجئين ولم تقدم لهم أي مساعدة، إذ يحصل اللاجئون علي المساعدة من المنظمات الدولية. والأمر ليس مقصورا علي مخيمات اللاجئين بل أن القرى العربية داخل الخط الأخضر لا تتلقي شيئا من إسرائيل فضلا عن ممارسة كل أشكال التمييز ضد من يسمون عرب إسرائيل.

أنها مسألة حياة أو موت ضد الفساد لابد أن نعري كل أشكال الوحشية التي تكمن وراء كل ذلك.

ومن اجل تحقيق ذلك يتعين علينا أن نخترق جميع الحواجز الذهنية والعاطفية.

رسالة مفتوحة إلي يهود العالم

بعد موجة من الاحتجاجات العارمة من الجماعات اليهودية في الولايات المتحدة في أعقاب نشر منظمة تنيخون الإسرائيلية إعلانا علي صفحة كاملة بصحيفة نيويورك تيمز يؤيد حركة الرافضين للخدمة من جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.. كتب الضابط عساف أورون هذا الخطاب:

أعزائي يهود أمريكا ويهود العالم..

عرفت بالأمس بأن منظمة يهودية داعمة للسلام تسمي تنيخون نشرت أعلانا يؤيدنا تعبر من خلاله عن دعمها لضباط الاحتياط الإسرائيليين الرافضين للخدمة في الأراضي المحتلة.

وفور النشر أمطرها يهود العالم وخاصة يهود أمريكا بوابل من رسائل الاحتجاج التي تنضح بالكراهية سواء عبر البريد الالكتروني أو الاتصالات الهاتفية.

وما يثير الاهتمام أكثر انه حتى اليهود الذين يعتبرون أنفسهم مؤيدين للسلام أدانوا إعلان تنيخون. لقد استقال بعض أعضاء مجلس إدارة تنيخون لتقليص أي أضرار شخصية قد تلحق بهم بسبب هذه الخطوة.

هذا الأمر أثار لدي الآسي والحزن والغضب إلي حد أنني وجدت نفسي اجلس وحيدا نصف يوم عشية عيد الفصح كي اكتب هذا الخطاب المفتوح.

معظم هذه الهجمات 'المتحضرة' كما فهمت كانت موجهة إلي تفاصيل الإعلان الذي نشرته منظمة تنيخون.

هنا في إسرائيل وخلال الشهرين الماضيين ومنذ أن نشرنا خطابنا المفتوح للشعب الإسرائيلي نعلن فيه رفضنا الخدمة سمعت أيضا كثيرا من الجدل حول أهداف وجوانب حركتنا.


التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية


أن المشكلة الرئيسية تكمن في عقلية القبيلة كما أن المشكلة الأكبر في إسرائيل أن الصوت العالي فقط هو الصوت الذي يسمح له أن يكون مسموعا دون الآخرين.. هذا الصوت العالي كان يقول أننا نعيش وسط قبيلتين، الأولي هي قبيلة من البشر الأخيار والأطهار الخالصين وهم بالطبع الإسرائيليون والاخري هي قبيلة ما دون البشر وهم من الأشرار الملاعين الخالصين والمقصود بهم الفلسطينيون.

ولابد لقبيلة واحدة فقط أن تبقي علي قيد الحياة .. وحتى لو لم نكن أخيارا خالصين لابد أن ندع أخلاقنا وضميرنا يغط في نوم عميق.

لابد أن نصمت ونحارب كي نقتل وألا فإن الفلسطينيين سيلقون بنا في البحر.

هل هذا يعني أي صيحة تحذير بالنسبة لكم؟ لقد كان كذلك بالنسبة لي !!!!!! .

حرب إرهاب

في نفس الوقت .. لا أريد أن أكون إرهابيا باسم قبيلتي وهو ما تحاول أن تروجه إلتنا الدعائية باسم 'الحرب علي الإرهاب' أنها حرب إرهاب وليست حربا علي الإرهاب.
ومن أجل الانتقام من أعمال المسلحين الفلسطينيين وظفنا جيش الدفاع للقيام بنوعين من الإرهاب.. النوع الأول وهو الإرهاب الظاهر ويتمثل في أعمال القتل والتدمير والتي يحلو للبعض أن يسميها عمليات جراحية للدفاع عن النفس رغم أنها لا تؤدي إلا إلي مزيد من العنف وإراقة الدماء.

أما الإرهاب الأسوأ وهو غير المرئي فهو المستمر منذ عام 1967 وطوال سنوات عملية اوسلو وحتى اليوم انه إرهاب الاحتلال والإهانة اليومية لشعب محتل وممارسة كل أشكال الحرمان والتجويع والتهميش والاستغلال بل وتشريع أعمال النهب ضده.

هذه هي قاعدة جبل الجليد.

أفكار نازية

وأود أن أشير إلي نقطة بالغة الحساسية في هذه القضية.. وهي مسألة النازية.. هناك قدر كبير جدا من النفاق لدي أولئك الإسرائيليين الذين يغضبون من المقارنة بين سلوك الإسرائيليين وممارسات النازي.

ولا عجب في ذلك فالأحزاب اليمينية التي تؤيد طرد كل الفلسطينيين من البلاد وهي فكرة نازية في جوهرها تمثلنا في الكنيست وتعد جزءا من الخريطة السياسية 'الشرعية' منذ عام 1948 وتظهر أحدث استطلاعات الرأي أن ما بين 35 و45 % من اليهود يؤيدون هذا 'الحل' كما يطلق عليه أحيانا. وعندما خرج جنرال الاحتياط أيفي أيتام من الجيش وشرع في تكوين حركة دينية قومية جديدة نشر ملحقا في صحيفة هاآرتس، كشف فيه عن فكره الذي يتلخص في طرد فلسطينيي الضفة إلي الأردن وطرد أولئك الموجودين في غزة إلي سيناء وقال لماذا يتعين علينا ونحن دولة فقيرة في الموارد حل مشكلة الفلسطينيين.

مثل هذا الفكر يعيد للأذهان ما فعله النازي في الفترة المظلمة من عام 1938 وحتى قيام الحرب العالمية الثانية عندما طرد اليهود من ألمانيا ولكنهم لم يجدوا ملاذا أخر يؤويهم.

وعندما أري جنرال احتياط ونجما سياسيا صاعدا يردد أفكار النازي وينشرها في صحيفة تعتبر من أكثر الصحف الإسرائيلية ليبرالية ولا يجد أي تحفظ أو نقد ممن قابلوه أو من مسئولي الصحيفة يقشعر بدني رعبا.

دعوة للاستيقاظ

يحدوني أمل ضئيل في أن يستيقظ الشعب الإسرائيلي ويوقف هذا التصعيد المجنون في العنف.
التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية



ولكن في الحقيقة قرر الإسرائيليون في غمرة خوفهم وارتباكهم الذي يغذيه السياسيون ووسائل الأعلام أن يعودوا للنوم كي يستيقظوا بعد أن ينتهي الأمر.

ولكن في الحقيقة الأمر لم ولن ينتهي علي هذا النحو. وبينما تنام عقولنا نشد بقبضتنا المميتة علي كابوس مزعج. الأمر الوحيد العقلاني هو أن نبدأ في المسير وهذا يتطلب عقولا منفتحة.. فهل تنضمون إلي حشود الغوغاء المزيفة التي تغني لإسرائيل وتهدهدها كي تنام وتقمعون كل من يتجرأ علي إيقاظها.

أم ستتحملون المسئولية وتكونون الأصدقاء الحقيقيين الذين تحتاجهم إسرائيل الآن حتى لو كان ذلك غير مرغوب من جانب بعض الإسرائيليين في الوقت الحالي.

الليلة.. تذكروا أن أكثر من ألف شخص ثلاثة أرباعهم من الفلسطينيين وربعهم من الإسرائيليين الذين كانوا هنا قبل عام وقتلوا 'الخطاب كتب قبل أكثر من عامين'.

كان من الممكن أن يكون غالبيتهم معنا اليوم إذا تحركنا بشكل أسرع. أننا نفعل الآن القليل مما نستطيع القيام به أرجوكم أن تفكروا في عدة آلاف قد يقتلون إذا واصلتم الوقوف مكانكم موقف المتفرج، أرجوكم ساعدونا في النضال من اجل أن نتحرر من الخوف والعنصرية والكراهية وما ينجم عنها من موت وخراب.


تابع في الفصل الثالثة هذه الأحداث

الليفتنانت احتياط جاى جروسمان:
نمارس أبشع أنواع العنصرية في الخليل بسبب مستوطنة واحدة
هدمنا 60 منزلا في رفح وشردنا 112 أسرة ثم كذبنا علي الشعب
جيش الدفاع يطارد الأطفال بالدبابات في الشوارع.. انه عار!
___________________________
• أكاذيب يومية
• وخز الضمير
• ممارسات عنصرية
• زوار الفجر
• نقطة التحول
• تشريع القتل
• هولوكوست أخري
• عصيان مدني













التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية


نشأ جروسمان '29 عاما' ببلدة رعنانا وهي مدينة راقية بقلب إسرائيل تميزها الفيلات الصغيرة المحاطة بالأشجار وتخرج من جامعة تل أبيب بعد أن حصل علي درجة جامعية في الفلسفة.. ثم خدم كضابط احتياط في سلاح المدفعية. جاءت أمه من استراليا بينما جاء والده من بريطانيا.. لم تكن والدة جروسمان راضية عن قرار ابنها بعصيان الأوامر وتوقيع وثيقة الضباط الرافضين ومع ذلك كانت فخورة بمدي استماتة جروسمان في الدفاع عن موقفه وخاصة إذا كان ذلك يؤدي إلي ضمان حياة أفضل لإسرائيل. وكان شقيقه الأصغر يخدم في سلاح المظلات ويدرك أن الاحتلال شيء كريه ولكنه لا يقبل توقيع وثيقة الرافضين للخدمة في الأراضي الفلسطينية. كان باقي أصدقاء جروسمان ينتمون إلي معسكر اليسار وان كانوا لا يشاطرونه موقفه. كان جروسمان يشارك في مظاهرات حركة 'السلام الآن' منذ الخامسة عشرة من عمره وعندما بلغ السادسة عشرة أمسك بعلبة طلاء وراح يكتب علي جدران مساكن بلدته 'الاحتلال يعني الفساد'.

الفصل الثالث :

الليفتنانت احتياط جاى جروسمان:
نمارس أبشع أنواع العنصرية في الخليل بسبب مستوطنة واحدة
هدمنا 60 منزلا في رفح وشردنا 112 أسرة ثم كذبنا علي الشعب
جيش الدفاع يطارد الأطفال بالدبابات في الشوارع.. انه عار!.

في الثامنة عشرة من عمره انضم جروسمان إلي وحدة قتالية ولم ير أي تناقض بين الموقفين.. وحتى وهو ضابط كان يعطي صوته لحركة ميريتس الداعية للانسحاب من الأراضي المحتلة.. وهو ما يعني انه كان يصوت للانسحاب من الأراضي.

ولكن في التسعينات انضمت حركة ميريتس إلي حزب العمل وقبلت بتوسيع المستوطنات بعد توقيع اتفاقيات اوسلو. وكانت مبررات قادة الحركة أن العمل علي انتهاء الاحتلال يبرر القيام بمثل هذه الممارسات علي المدى القصير.. وهنا أدرك جروسمان انه كان يعطي صوته لاستمرار الاحتلال وليس العكس.


أكاذيب يومية


أما النقطة الفاصلة في حياة جروسمان فقد كانت اكتشافه تكرار الكذب من جانب المتحدث باسم الجيش في البيانات الرسمية كي يبدو الجيش في صورة إنسانية أكثر.

وفي هذه المساحة يكشف جروسمان ممارسات الاحتلال وكيف كانت ممارسته اليومية الروتينية تعذيب السكان المدنيين في الأراضي المحتلة.

يقول جروسمان.. خدمت في وحدة أساسية لمدة أربع سنوات .. وعندما يناديني أحد بلقب ليفتنانت جروسمان أشعر بذاتي وكنت لا أشعر بفرق بين كوني جنديا يخدم في وحدة من وحدات النخبة تحمي الوطن وبين بناء هويتي الشخصية.. ورغم أنني انتقد اليوم وجودنا في الأراضي إلا أنني لم يخالجني شعور بالذنب لكوني جنديا آنذاك.

أعطيت الدولة ثقة كبيرة .. ولكن عندما خرجت من الجيش وأصبحت مدنيا من جديد بدأت انظر من زوايا مختلفة وبدأ التحول بداخلي عندما ذهبت للخارج .. لقد خرجت من الخدمة عام 1994 وذهبت فورا في جولة تشمل دول أمريكا الوسطي والجنوبية وهنا بدأت أري الأمور من الخارج.


وخز الضمير
التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية


عندما كنت في الجيش كنت أشعر بشيء من وخز الضمير ولكني كنت أواصل الخدمة في الجيش .. أري أن الضمير مسألة نسبية وحالة مرنة أي أن رد الفعل يكون مؤقتا ووقفا علي الظروف المحيطة.

وعندما بدأت عملية السلام قررت انه من الضروري أن أكون هناك كي ادفع هذه العملية قدما.. في عام 1995 لم أكن اعرف أشياء عرفتها اليوم.. اعتقدت بسذاجة أن اسحق رابيين وياسر عرفات درسا الموقف بكاملة وقررا اتخاذ قرارات صعبة ولكنهما غير قادرين علي إبلاغنا بكل التفاصيل بعد، وإنهم يعملان علي تهيئة العقول والمشاعر لدي الشعبين أولا.. وعندما قالوا 'غزة أريحا أولا' قلت أنها بداية سيليها خطوات.. فالجميع كانوا مقتنعين باوسلو.. أليس كذلك؟!


ممارسات عنصرية


وطوال خدمتي العسكرية لم يكن الرفض وعصيان الأوامر خيارا مطروحا أمامي .. ولم يكن جزءا من المناقشات الحامية التي أجريها مع أصدقائي .. كنت مسئولا عن قطاع في مدينة الخليل بعد مذبحة باروخ جولدشتاين ضد المصلين المسلمين بقليل .. كان الأمر هناك مثل سأدوم وعامورا ولكني لم أفكر في أن أقول 'يكفي هذا .. وأنا وجنودي نرفض أن نذهب إلي هناك' لابد أن تدرك أن العنصرية في الخليل أسوأ من أي مكان أخر في المدن الفلسطينية لوجود مستوطنة يهودية في قلبها .. هل تصدق أن العرب محظور عليهم السير في شوارع معينة بالمدينة؟! وان هناك ساعات معينة ترفع فيها القيود كي يسمح للعرب بالمرور في شوارع أخري؟! أن التفرقة العنصرية في هذه المدينة ظاهرة بشكل فاضح.

وبعد المذبحة كانت المدينة تلعق جراحها وكان العرب يتحينون الفرصة للانتقام لقتلاهم .. كان هذا قبل أقامة السلطة الفلسطينية وقبل أن يكون هناك سلاح في الأراضي. لقد جاءوا ألينا بكل ما وصلت إليه أيديهم من سكاكين ومناجل وغيرها.. وذات مرة كنت أقف مع جندي وجري نحونا رجل والقي علي الجندي زجاجة بها مادة حارقة وبدأ في طعنه.. لذا أطلقنا عليه النار وقتلناه.. مثل هذه الحالات تحدث طوال الوقت..

كان الغضب عارما وكانت المظاهرات عنيفة. كان لابد أن نطلق عليهم النار وقد أصبنا منهم الكثير.. وقد تسألني كيف لهؤلاء الفلسطينيين أن يعيشوا وسط كل هذه الأهوال.. وأنا حقيقة لا اعرف.. أنت تقف هناك في الشارع ولا تعرف ماذا يحدث في الجانب الآخر منه أو كيف يعيش الفلسطينيون حياتهم اليومية. الناس لا يعرفون حقيقة ما يحدث هناك.

كان أطلاق النار روتينا يوميا حتى أننا كنا نطلق النار علي منشآت الفلسطينيين ولا نفكر مرتين في الأموال التي اقتطعها هذا الفلسطيني من راتبه كي يقيم هذه المنشأة أو تلك.

كان الجنود لا يعرفون أن ما يحدث في هذه المدينة 'الخليل' هو أسوأ أنواع العنصرية.

فالمستوطنين تخصص لهم طرق واسعة للمرور في حين يتم حشر الفلسطينيون في حارات ضيقة للمرور خمس ساعات فقط يوميا.

وهناك سبب آخر يجعل الناس لا يفكرون فيما يحدث وهو تلك الآلة الدعائية الإسرائيلية التي تعمل علي مدار الساعة.


زوار الفجر



التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية


وعندما تسمع بعض الأخبار عن عملية تفتيش لمنازل الفلسطينيين فأنت لا تعرف ماذا يحدث في هذه العمليات. أن تفتيش منزل يعني اقتحامه فجرا وسحب الأطفال نائمين من علي أسرتهم وحشر أفراد الأسرة في ركن ضيق من المنزل ووضع فوهة البندقية علي رأس رب الأسرة.

ذات مرة كنت أشارك في عملية تفتيش وطبقنا نفس الطريقة التقليدية وعندما صرخت طفلة وتبولت علي نفسها بكت الأم أيضا ولكن أحد الجنود هددها ببندقيته طالبا منها إسكات ابنتها حتى لا توقظ الجيران قبل أن يأتي دورهم في حملة التفتيش. خدمت ست سنوات في الاحتياط وكنت ابرر استمراري بأنني إذا لم أقم أنا بذلك فإن جنديا آخر أقل حساسية ورأفة بالأطفال سيقوم بها .. بمعني إذا كنت خارجا مع الجنود لهدم منزل فإنني سأنتظر حتى تأخذ الطفلة دميتها قبل أن نهدمه وهو ما قد لا يفعله جندي آخر.. كنت أبالغ في مدي قدرتي علي التأثير في ممارسات جيش الاحتلال وبعدها أدركت أن ما أفعله ليس له أي معني .. انه يشبه مبدأ 'إذا لم أسرق أنا فسيأتي صديقي ويسرق هذا الشيء لي' انه تشويه للواقع.. أننا لا نعمل في مصنع.. أننا نتحدث عن جرائم ترتكب.

قبل عامين ونصف العام دار نقاش مع قائد الكتيبة التي اخدم بها أبلغته بأني أريد أن أظل اخدم في الكتيبة ولكن ليس في الأراضي الفلسطينية.. وبعد شهر استدعاني القائد وابلغني بنقلي من الكتيبة نهائيا أدركت أن الأمور ليست بالبساطة التي كنت اظنها.. لقد فضل القائد أبعادي عن أن ارفض أمرا أمام جنودي.. وبعد شهر التحقت للعمل بالجبهة الداخلية وشعرت آنذاك بالأسى إذ انتقلت من وحدات النخبة إلي الصفوف الخلفية. وفي عملي الجديد كانت فرص إعلاني الرفض التام للخدمة معدومة.


نقطة التحول


وقد تسألني عند أي نقطة أصبح قراري برفض الخدمة واضحا إمامي. وأقول.. دعنا نفرق بين الرفض بناء علي تجربة شخصية لعدة سنوات وتوقيع خطاب حركة الرافضين في الجيش وتحويل الرفض إلي موقف سياسي.. ولكن كان اليوم الفارق في حياتي هو يوم العاشر من يناير ..2002 في هذا اليوم هدد جيش الاحتلال 60 منزلا في رفح بجنوب قطاع غزة.. ثم خرج المتحدث باسم جيش الدفاع ليعلن بكل براءة أن هذه المنازل كانت خالية أصلا من السكان.. وهذا كذب خالص.. فقد أعلنت منظمات إسرائيلية وفلسطينية معنية بحقوق الإنسان أن عملية الهدم شردت 112 أسرة في لحظات وألقت بهم في جو جليدي وشتاء قارص البرودة. في هذا اليوم اتصلت بصديقي الضابط يانيف ايزكوفيتز كي اسأله عما يجب علينا أن نفعل.. في هذه المرحلة لم أكن أفكر في أن يكون خطاب الرفض دعوة مفتوحة للانسحاب من الأراضي.. كان خطابا يوضح أسباب رفضنا العمل في الأراضي.

أن الدولة ليست كيانا نخدمه بكل السبل سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة.. الدولة آلية يفترض أنها هي التي تخدمنا.. لا يمكن لأحد أن ينكر علي الفلسطينيين آمالهم المشروعة. أنا شخصيا أفضل أقامة دولة تضم كل المواطنين المقيمين علي ترابها في المستقبل. ومادام الاحتلال باقيا فلا يمكننا الحديث كلمة واحدة عن المساواة. هل تحدث احد من حكومتنا عن المساواة أو عن انهيار النظام التعليمي؟ أن الجزء الأساسي والأكبر من ميزانية الدولة يذهب للأمن والمستوطنات. عندما سمعت وزير المالية يستحدث عن تخصيص مزيد من الأموال للأراضي قلت 'ليساعدنا الرب'.

فالاقتصاد في أزمة ونسبة البطالة 11 في المائة في الوقت الذي يتحدث فيه السيد الوزير عن تخصيص أموال جديدة للطرق الالتفافية والمجتمعات التي تحرسها المدرعات. أن دعوتنا للتوقف عن قمع شعب آخر هي معركة من أجل هوية الدولة.

أن دولة تهتم بالأسس الأخلاقية في تعاملاتها هي اقوي بكثير من دولة تنشر دباباتها لمطاردة أطفال الحجارة.

التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية


تشريع القتل


وقد يقول أحد أنني اخترت طريقا يراه البعض مخزيا وهو رفض الخدمة في جيش الدفاع ولكني أقول أن ما كنت أقوم به في المخيمات الفلسطينية في السابق هو الذي يثير الإحساس بالخجل.

ذات مرة كنا نقوم بحملة في مخيم واندفع تجاهنا رجل ممسكا بحجر فقتلناه .. نعم.. كان أمر دخول المخيم مشروعا و كان أطلاق النار عليه حسب قوانين الجيش أيضا مشروعا.. فقد كان يقف علي بعد عشرة أمتار عن اقرب جندي من قوتنا ويمسك حجرا في يده.

عندما يقتل شخص في الأراضي الفلسطينية يجري تحقيق قد يستمر عشر دقائق من الاستجواب ثم ينتهي بالتأكيد علي أن الجندي كان في حالة دفاع عن النفس.. وهكذا فان كل شيء كان مشروعا ولكن في النهاية قتل شخص.. وكنت اسأل نفسي كيف حدث ذلك ولماذا قتلته؟ بل لماذا أنا اخدم هناك أصلا؟ أنني هناك حسب قوانين الجيش بشكل مشروع وهكذا فإن قتلي لهذا الرجل أيضا تم بشكل مشروع!! ولكن حقيقة أن الرجل مات تضغط علي ضميري.. اليوم أدرك أنني ما كان يجب أن أكون هناك من البداية.. أي شخص يري أحدا يتقدم لهدم بيته سيمسك بحجر ليدافع به عن نفسه وعن بيته.. ومع بالغ أسفي تجاه الرجل الذي قتلته فاني قررت إلا افعل ذلك مرة أخري.

ورغم ما يقوله لنا السياسيون والجنرالات فان هذه الحرب ليست خيارا محتوما وانه يجب إلا نكون هناك.. اليوم إنا انظر إلي نفسي في المرآة وأقول 'من أنا.. وكيف كنت أفعل ذلك؟' ولماذا كنت هناك ولماذا لم أفكر.. لم أكن حديث السن فقد كنت أدلي بصوتي في الانتخابات..


هولوكوست أخري


أن القسوة التي يعامل بها جنود الجيش الفلسطينيين جعلتني أفهم ما حدث في محرقة النازي 'الهولوكوست' وبالطبع أنا لا أقارن بين حملات الإبادة الجماعية التي كان ينفذها النازي ضد اليهود وبين ممارسات جيش الاحتلال.. ولكن أساس هذا السلوك واحد.. وأريد من الناس أن تجري دائما هذه المقارنة.. لأني أدرك إلي أي مدي يقوم البعض بنوع من المواءمة النفسية حتى يستمر في الخدمة بجيش الدفاع.

كما أن الشعب الإسرائيلي نفسه يقوم بهذه المواءمة حتى يتجنب رؤية ما يحدث هناك علي الجانب الآخر.. هذا ما كان يحدث بالضبط في ألمانيا.. كان الألمان يريدون تجنب روية ما يحدث في معسكرات الاعتقال النازية في بولندا.. وكانوا يذهبون إلي العمل كل صباح ويعودون إلي منازلهم ليلا دون أن يلتفتوا وراءهم.

وفي ضوء ما يحدث في إسرائيل حاليا أستطيع أن افهم اليوم مشاعر الألمان آنذاك وحتى مشاعر جنود الجيش النازي 'الفيرماخت' ومن اجل وقف هذه الموائم لمات النفسية لتبرير ممارسات الاحتلال فان الأمر يتطلب قدرا كبيرا من الشجاعة والنضج والإدراك.

أكذب عليك أن قلت لك أني كنت اشعر بالخجل وأنا جندي ولكن عندما يستيقظ الضمير تكون في حاجة إلي قدر من الشجاعة للتخلص من الأساطير التي تربيت عليها. بالطبع لا يمكنك التخلص منها نهائيا مرة واحدة. الأمر يستغرق سنوات.


عصيان مدني


التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية


أصعب شيء بالنسبة لي هو أصدقائي رفاق السلاح.. إذا كنت تخدم في وحدة مقاتلة فأنت تعرف مدي قوة الصداقة بين أفرادها. والجيش يعتمد علي هذا الشعور ويدعمه.. لدي كثير من الأصدقاء الذين لم يعودوا يكلموني.. وبالنسبة لمن يكلمونني فالعلاقة معهم متوترة.

أنهم يعلمون أنني لن اكسب شيئا من رفضي الخدمة بل علي العكس هم يعرفون أن ذلك مدمر لأسرتي ومستقبلي. أنهم يعرفون أني أحب الدولة ولكن البعض يعتبرني سرطانا في جسد السياسة.. لست سعيدا بالاضطراب لرفض الخدمة في الجيش ولكن البديل أسوأ بكثير.. أدركت مع مرور الأيام إلي أي مدي كانت صعوبة تلك الخطوة التي اتخذناها بالرفض في دولة عسكرية الطابع تخوض حروبا لا تبدو لها نهاية.

في البداية كنا نعتقد أن لدنيا شعورا جماعيا بأننا إذا تحركنا جيدا فإننا قد نغري الرأي العام بالوقوف في صفنا. كان لدي حماس المناضل تشي جيفارا. اعتقدت أن بامكاني تحريك الجبال من مكانها.. ولكني أدركت أن التغيير يحتاج مزيدا من الوقت. أنني أري الآن أن رفضنا لا قيمة له ما لم يؤد إلي إنهاء الاحتلال.. ومن اجل الوصول إلي هذا الهدف فإننا في حاجة إلي نوع من العصيان المدني علي طريقة مارين لوثر كنج ومالكو لم اكس وغاندي.. لقد عاني هؤلاء كثيرا في البداية وتعثروا بل أن بعضهم قتل رميا بالرصاص.

وبكل تواضع أننا نقدم للشعب الإسرائيلي تجارب هؤلاء.. لندرك إلي أي مدي سيفلح تحركنا ولكن علينا إلا نتوقف عن العمل. فإذا توقفنا عن العمل فإننا نخلي الساحة للفريق الآخر.. سنظل نعمل علي هذا الطريق ماحيينا سنظل نقاوم حتى تنسحب أخر دبابة من جيش الدفاع من الأراضي الفلسطينية.


أقرء معنا في الفصل الرابعة اعترافات
الليفتنانت احتياط يانيف ايزكوفيتز:

جيش الدفاع يرتكب أبشع الجرائم باسم الأمن
أطالب بمعاقبة كل المتورطين في مغامرة غزو لبنان

• نكتة سخيفة
• مشاهد مروعة
• كيف تقتل طفلا
• جريمة بدون عقاب
• سياسة طحن العظام
• جريمة باراك
• جرائم جيش الدفاع














التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية


الفصل الرابع :
الليفتنانت احتياط يانيف ايزكوفيتز:
جيش الدفاع يرتكب أبشع الجرائم باسم الأمن
أطالب بمعاقبة كل المتورطين في مغامرة غزو لبنان


ولد يانيف لأبوين من رومانيا هاجر إلي إسرائيل في الستينات ونشأ في حي راق بضاحية ريشون ليتسيون التجارية بتل أبيب.. وكان يانيف أحد من صاغوا وثيقة الرفض التي هزت المجتمع الإسرائيلي.

وبعد تسعة أعوام في الجيش اختار يانيف عصيان الأوامر بالخدمة في الأراضي المحتلة.
وعندما بدأ يانيف في رواية فظائع جيش الاحتلال كان كثيرا ما يسند رأسه بيديه ويتحدث ببطء شديد وكأنه يتحدث لنفسه أولا قبل أن ينقل تفاصيل تلك الفظائع للعالم.

ويقول يانيف أن كثيرا من الجنود في الجيش الإسرائيلي يشاركون في أعمال القمع وترويع الفلسطينيين ويشعرون في قرار أنفسهم بالألم لما يرتكبونه من جرائم ضد بشر كل ذنبهم أنهم يرزحون تحت وبقة الاحتلال ولكنهم لا يستطيعون التردد لحظة واحدة في تنفيذ الأوامر علي اعتبار أن تلك الأوامر غير قابلة للجدل أو النقاش.. ومما يزيد من إحساسهم بالمسئولية أنهم يتعلمون منذ اليوم الأول في الخدمة العسكرية أنهم يؤدون مهمة مقدسة من اجل مجتمعهم وأسرتهم وأولادهم.. وفي ظل هذا الالتزام يشعرون بأن ما يقومون به هو قدرهم وأوامر السلطة العليا.. أنهم مدفوعون بإحساس الأخوة الذي يربطهم بأصدقائهم وأقرانهم الذي يعتقدون أنهم يشاركونهم أخوة الدم..ووسط كل هذه الاعتبارات يبدو الحديث عن حقوق الفلسطينيين أمرا نظريا وبعيدا عن دائرة الاهتمام.. ولكن هناك من تغلب عليه مشاعر الإنسان ليقف رافضا السير علي طريق الأجرام حتى النهاية.. ومن بين هؤلاء يانيف ايزكوفيتز فماذا يقول؟


نكتة سخيفة


يقول يانيف: لا يمكن أن تكون أخلاقيا في غزة. انه أمر لا يتفق مع العقل والمنطق السليم.. فهل تستطيع أن تقوم بمهمة 'كيسوفيم' 'ويقصد بها تدمير البنية الأساسية في منطقة محاصرة' علي أنغام الموسيقي وأنت تبتسم؟! هل تستطيع أن تمنح الفلسطيني الحلوى وتتمني له صباحا سعيدا بعد أن ينتظر لساعات عند نقطة تفتيش كي تسمح له بالعبور إلي عمله؟! وقد يقول البعض أننا يمكن أن نحسن المعاملة عند حواجز الطرق ونقدم لهم القهوة والفطائر بدلا من أن نرفض تنفيذ الأوامر بالكامل.. أية نكتة سخيفة هذه؟.

ولكن ما يقلقني أكثر هو أولئك الناس الذين يرون أن ما يحدث عند حواجز الطرق من إذلال للفلسطينيين أنما هو أمر شائن ثم يقولون أن كل ذلك من اجل الأمن.. وهكذا يصبح كل شيء مباحا باسم الأمن.

وقد يقول البعض انه ليس هناك ادني شك في أن الفلسطينيين يعانون كثيرا ولكن ماذا يمكن أن نفعل تجاههم مع الأخذ في الاعتبار التفجيرات الانتحارية؟ أن من يردد مثل هذا القول أنما يتجاهل أثار 35 عاما من الاحتلال الذي دفع الفلسطينيين إلي مستنقع اليأس والإحباط.

لم انشأ في بيت يساري فوالدي واحد من صقور إسرائيل.. لقد خدم ضابطا في الجيش عدة سنوات، وان كانت والدتي تميل قليلا لمعسكر اليسار.. وقد شجعاني علي الانضمام للجيش.. كما أن أختي الكبرى خدمت في واحدة من أبرز الوحدات المقاتلة في الجيش.. وهكذا قررت الانضمام إلي أكثر وحدات الجيش تميزا ولو علي سبيل 'البرستيج'.

وبدا الأمر بالنسبة لي وكأني اختار أفضل سيارة من معرض للسيارات الفاخرة.

التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية


منذ سنوات الصبا كانت ميولي عسكرية تماما وكنت اقرأ مجلة القوات الجوية ومجلة 'في المعسكر' التي يصدرها جيش الدفاع.. حتى لعب الأطفال التي كنت اشتريها كانت عبارة عن جنود من البلاستيك وغير ذلك من المعدات العسكرية.. ومع ذلك فإنني كنت هاويا للموسيقي وأجيد العزف علي الجيتار.. وعندما حان وقت الانضمام للجيش فكرت في الانضمام إلي فرقة للموسيقات العسكرية ولكن في النهاية قررت الانضمام إلي وحدة مقاتلة وقلت لنفسي أنها فرصتي الوحيدة لخدمة الوطن.

كان طموحي الوحيد هوان أكون ضابطا وكانت فترة التدريب العسكري الأولي بالنسبة لي حياة جديدة حتى أنني عندما كنت أعود إلي بيت الأسرة في فترة الأجازات وأري المدنيين كنت اعتقد أنهم لا يفهمون أي شيء! وبدأت أشعر بالتفوق والتميز علي هؤلاء البعيدين عن الجيش وهو أحساس يشعر به تقريبا غالبية العسكريين في جيش الدفاع.. وأنا آسف أن أقول ذلك.


مشاهد مروعة


وبعد ثمانية اشهر كلفت وحدتنا بمهمة في قلقيلية وجنين بالضفة الغربية.

أتذكر ذات مرة كنت في دورية في عربة جيب عسكرية ببلدة قبطيا في ذروة عملية السلام وكانت هذه أول مرة أواجه فيها السكان الفلسطينيين. شاهدت أطفالا فلسطينيين يسبحون في بحر من النفايات بحثا عن طعام.

كان قائدي يمنعنا من أن نلقي لهم بقايا طعامنا. عصيت هذا الأمر. وألقيت كل ما معنا من وجبات زائدة إلي هؤلاء الأطفال. كانت هذه أول مرة اعصي فيها الأوامر العسكرية.

كنت مصدوما لتلك المشاهد المروعة.. أطفال فلسطينيون يتضورون جوعا يفتشون أكوامي النفايات بحثا عن طعام!! إذا شاهد شخص ما طفلا يهوديا يفعل ذلك في تل أبيب فإن الدولة كلها ستقف علي أطراف أصابعها.

الشيء الثاني الذي أتذكره عندما كنا نقوم بحملات مداهمة وتفتيش لحساب الأمن العام المعروف باسم 'الشباك'.. لم يكن لدينا فكرة عما نفعله وما المغزى منه.

كانوا يقولون لنا 'خذ هذه الخريطة.. هذا هو المنزل.. اذهب هناك مهمتك أن تدخل المنزل مع قائدك وتفتشه'.. في هذا الوقت كنت قد أمضيت فقط ثمانية اشهر في الجيش ولم أكن أعرف ما نفتش عنه.. قالوا لنا 'أنها أسلحة'.. ولكن كانت مهامنا تتم في مناخ مغلف بالضباب لا تعرف فيه ماذا تفعل.. ذات مرة دخلنا بيتا فلسطينيا. كان أفراد الأسرة كلهم نياما في غرفة النوم.. فتحت الأم الباب.. لم نقتحم المنزل بعنف.. فتشت المنزل وفتحت خزائن الملابس.. جال بخاطري كل أفلام الأكشن الهوليودية التي شاهدتها.. خيل إلي أن واحدا سوف يقفز في وجهي من أحد هذه الخزائن.. وفجأة انطفأ نور الكشاف الذي استخدمه في التفتيش.

أعطتني المرآة لمبة صغيرة لأكمل مهمتي.. تذكرت أن ذلك لا يتفق مع أحداث السيناريو في أفلام هوليوود.. ولكن لم أدرك بعد أن أقوم به لا يتفق أبدا مع ابسط حقوق الإنسان أن تدخل غرفة نوم أطفال لتفتيشها في منتصف الليل!


كيف تقتل طفلا


الحادث الثالث هو الأسوأ. سقط حجر علي عربة جيب وأصيب جندي كان بداخلها.. دربوني علي كيفية ضرب الأطفال والصبية من رماة الحجارة دون شعور بالذنب وكان شعارهم 'أي شخص يتقدم نحونا يريد قتلنا ولابد

التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية


أن نبادر بقتله'.. اعتقلنا الطفل الذي القي الحجر واستمر الجنود في ضربه بكعوب البنادق في وحشية لم أر لها مثيلا ونقل الطفل إلي المستشفي في حالة حرجة مصابا بكسور في جميع أنحاء جسمه.

لقد أصبح الجيش هو الجهاز التنفيذي والتشريعي والقضائي في الدولة.

لم يعتقل الجنود الطفل فقط بل قرروا نوع العقوبة التي يجب أن توقع عليه ونفذوها في الحال! ولكن ما أثار ضيقي الشديد تلك التحقيقات الصورية التي جرت بعد الحادث والتي أثبتت أن الجنود استخدموا 'قوة معقولة ومناسبة' للتعامل مع الطفل.

لقد عرفت فيما بعد أن هناك عملية تستر مروعة علي تفاصيل ما حدث.. ليس هناك فهم لقواعد استخدام القوة في الجيش أو القانون أو حقوق الإنسان.. أنني افهم أن تعتقل طفلا كان يحاول أن يهاجمك كما أفهم أن تكبل يديه ولكن إلي هنا تنتهي مهمة الجندي.. وتبدأ مهمة الحكمة أو القضاء ليوقع عليه الجزاء المناسب لجريمته.

وقد يسألني احد: كيف واصلت العمل مع الجيش في ظل هذه الظروف؟ وأقول.. أنني سأحكي الحقيقة كاملة.. لم أفكر أبدا فيما افعله أو لماذا أو في أي سياق يتم هذا.

عندما كنت اشعر بالضيق مما أراه كنت افرغ مشاعري في قصيدة شعرية أو في مشادة مع خطيبتي .. كنت أتمزق داخليا ولكن بدوافع إنسانية .. إذ لم يكن هناك أي تساؤل بشأن أخلاقيات احتلالنا للضفة الغربية .. لقد تعلمنا أن حرب 1967 بدأت بعدوان ضدنا.. فماذا نفعل إذا بدأ أحد علينا الحرب وحاول قتلنا؟ لم أشعر أبدا أن الفلسطينيين شعب له هوية تستحق أدني اعتبار.

العنصر الآخر الذي عزز الدوافع العسكرية داخلي كان رحلة مدرسية إلي بولندا.

في بولندا شعرت بالإهانة التي يلقاها اليهود وقلت 'لن يحدث ذلك مرة أخري'. نحتاج إلي جيش قوي.

وان كنت أدركت بعد ذلك أن ما شعرت به كان مقصودا لذات وهو السبب الذي من اجله ينظمون مثل هذه الزيارات. كان لدي شعور دائم بأنه إذا لم تكن هناك دولة يهودية فإنني ما كنت موجودا علي قيد الحياة.

فضلا عن ذلك فإن الحفاظ علي بقاء الشعب اليهودي ليس مسألة قابلة للنقاش ولا تخضع لاعتبارات أخلاقية أيا كانت.. لم نقرر أن نكون محتلين ولكن فعلنا ذلك دفاعا عن النفس.. وشعرت أن استيطاننا لهذه الأرض أمر مشروع.. باختصار كل ما تفعله الدولة هو تصرف أخلاقي ومبرر وضروري علي ضوء ما حدث لليهود في محارق النازي.

كانت هذه هي الأفكار التي تشربنها منذ نعومة أظافري ليس فقط في البيت ولكن في المدرسة ودروس التاريخ ووسائل الأعلام وكل ما كان يحيط بي وكل من كان حولي .


جريمة بدون عقاب


ولكن اعتقادي في كل هذه الأشياء بدأ يتآكل قبل قليل من الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان.. فعلي مدي ثلاث سنوات كانت مهمتي مع الوحدة التي أخدم بها حماية القرى والبلدات الإسرائيلية عند الحدود الشمالية.. كل ما كنت أعرفه هو أن حزب الله جماعة من الإرهابيين وان علينا قتل الإرهابيين.. ولكني لم اسأل نفسي أبدا لماذا نحن موجودون هنا في الشريط المحتل بجنوب لبنان.. في البداية كنت غاضبا جدا من حركة .


التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية


الأمهات الأربع التي تدعو لانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان.. لأني كضابط خسر عددا من جنوده لم أكن علي استعداد للتسليم بأننا هناك دون سبب.

وكل ما تعلمته منذ اليوم الأول للانضمام للجيش هو أن هدفي الأساسي قتل الإرهابيين.. في لبنان. اكبر عمل بطولي يحظى بالتمجيد في جيش الدفاع هو أن تقدم جثة شخص علي انه إرهابي.. فهذا هو السبب الذي من اجله نشأت وهو السبب الذي من أجله وضعت علي رأسي هذا البرية!.

كانوا يخيفوننا دائما من حزب الله.. كانوا دائما يقولون لنا ذا إذا انسحبنا من لبنان فإن حزب الله سيدخل القدس.. وهو نفس الكلام الذي يرددونه علي أسماعنا اليوم قائلين 'إذا تركنا الأراضي الفلسطينية فإن الفلسطينيين سيحتلون تل أبيب!! كل هذه المزاعم كانت تعتمد علي إثارة نوازع الخوف بين الجنود وكانوا دائما يقدمون حزب الله لنا علي أنهم مسلمون متطرفون همهم الأول والأخير هو إبادة الشعب اليهودي.

وعندما كنت في أجازة بدأت أقرأ عن تاريخ حزب الله فلم أجد ما يؤكد أنهم يريدون احتلال القدس أو حتى كريات شمونة الملاصقة للحدود مع لبنان والتي عانت كثيرا من صواريخ الكاتيوشا التي يطلقها مقاتلو الحزب انتقاما من الغارات الإسرائيلية علي القرى اللبنانية. وعندما بدأ الجنود يتساقطون في جنوب لبنان ولم أجد هدفا للبقاء هناك تحول كل شيء في رأسي وتطوعت في حركة الأمهات الأربع وبدأت ألقي المحاضرات عن ضرورة الانسحاب من لبنان.. وبعد الانسحاب أدركت أن كل الدماء التي سالت في لبنان بسبب مغامرة الغزو ضاعت هباء دون أي هدف.. أنني أؤكد اليوم أن ما حدث في لبنان جريمة لم يعاقب عليها احد.. ومن بين أهدافنا في حركة الضباط الرافضين ضرورة تقديم كل من ساهموا فيها للمحاكمة.


سياسة طحن العظام


ومع ذلك واصلت الخدمة في الجيش.. وعندما بدأت سياسة طحن عظام الفلسطينيين في الانتفاضة الأولي بدا الأمر بالنسبة لي مشروعا تماما.. ولكن مع توقيع اتفاقيات اوسلو أدركت أن العرب لديهم قضية يحاربون من اجلها وعندما بدأت عملية اوسلو قلت أن هذا شيء ممتاز سيكون لهم دولة ونعيش نحن في سلام وأمن.

بالنسبة لي يعتبر رابيين إسرائيليا حقيقيا ليس لأنه انحاز إلي معسكر السلام بل لأنه أدرك انك لا تستطيع هزيمة شعب يريد الحرية وانه يتعين علينا الوصول إلي حل وسط.

لقد أدركت مؤخرا انه إذا سارت الأمور بشكل جيد بالنسبة لهم فإنها ستكون كذلك بالنسبة لنا أيضا.

دعني أقول لك أن التحول الحقيقي في فكري بدأ عندما بدأت اقرأ تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ومعظم هذه الدراسات كانت في جامعة اوكسفورد.

درست هذه لمدة عامين وكانت المرة الأولي التي التقي فيها مع فلسطينيين وعرب.

لم أقم معهم أي صداقات بل علي العكس كانت بيننا مجادلات عنيفة ولكني سمعتهم.

عندما تستمع إلي رواية مختلفة تماما للقصة تدرك أن لديك منظورا خاصا كيهودي مثلما لديه منظوره الخاص كفلسطيني. ومع ذلك كان لهذه المجادلات اثر عميق في نفسي وأدركت أن الصورة التي نتعلمها منذ الصغر عن العرب هي صورة مصنوعة لا علاقة لها بالواقع.

تربينا ونحن أطفال علي انه عندما تقابل عربيا فلابد أن تتجنبه بأي ثمن. كان هناك عرب يقومون ببعض الخدمات في منزلنا وكانت والدتي تخشي علينا من مقابلتهم أينما كانوا.
التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية



باختصار تعلمنا في التاريخ أن تعريف العربي هو 'من يريد قتلك'.

استغرق الأمر بعض الوقت لاكتشف أن العرب أناس لهم تاريخ. لقد لمست ذلك في اوكسفورد ليس فقط بشكل أكاديمي ولكن علي مستوي أنساني أيضا.. عندما تقرأ كتابا لادوارد سعيد علي سبيل المثال وهو فلسطيني تكتشف أن العرب ليسوا فقط آدميين بل وبمكانهم أن يكونوا مفكرين ومبدعين أيضا.

كان هذا تحولا كاملا في ضميري وفي عقدتي.

ليس هناك شيء أصعب ولا أقسي من أن تخرج عن الصف أو أن ترتد علي ما زرعوه بداخلك من أفكار منذ يوم ميلادك.. أن الأمر يتطلب جهدا نفسيا وذهنيا خارقا كي تستطيع الخروج من هذه الدوائر المظلمة.. انظر إلي الأمريكيين أنهم لا يختلفون عنا في النظر إلي العرب بدءا من أفلام هوليوود وانتهاء بما تفعله القوات الأمريكية حاليا في أفغانستان والعراق.

وحتى اليهود الشرقيين 'السفر ديم' يشعرون بأنهم يهود من الدرجة الثانية في إسرائيل وفي المقابل فإن اليهود الغربيين 'الاشكيناز' يخدمون في وحدات النخبة بجيش الدفاع.

إذا لم تكن ابيض البشرة وإذا كنت تستمع لأغاني أم كلثوم فإنك تشبه العرب أكثر من أن تكون إسرائيليا.


جريمة باراك


لقد ارتكب باراك جريمة تاريخية عندما صور عرفات علي انه شيطان بعد فشل كامب ديفيد.. انه خطأ باراك أكثر مما هو خطأ عرفات. واخطر ما فعله باراك انه خلق شعورا عاما لدي الإسرائيليين بأن حل المشكلة الفلسطينية مستحيل وأن عرفات يكذب وهو ما ساعد اليمين علي ترويج مزاعمه بضرورة عدم التسامح تجاه الأراضي.


جرائم جيش الدفاع


وكثير من الناس يسألوننا 'لماذا هذه الحركة الآن.. أن ذلك يضر بأمن الدولة'.. وأقول لهم بعد أن ينتهي كل شيء سوف يسأل الكثيرون لماذا فعلنا ما فعلناه في الأراضي الفلسطينية.. فما يحدث أولا وأخيرا هو عدوان سيظل أثره علي مدي أجيال قادمة.. وحتى الآن لا يمكننا أن نقدر مدي بشاعة ما يحدث.. عندما يكتب الفلسطينيون تاريخ الانتفاضة الأولي والثانية فإن ما فعله جيش الدفاع سينكشف وسيكون أمرا مروعا.

وفي النهاية أقول: نحن من جيش الدفاع ولكننا قررنا الخروج علي الاجتماع ليس بدافع الخوف أو لأننا تعرضنا لغسيل مخ.. ولكن لأننا تسببنا في ظلم مروع لشعب كامل.

خرجنا علي الصف لأننا لا نملك أي خيار أخر.

علينا التزام أخلاقي كي نرفض. انه دور تاريخي علينا أن نقوم به.

انه البديل الوحيد لما يحدث هناك من فظائع. هل يمكن أن تتصوران كل ما تقوم به عندما تخدم في الأراضي الفلسطينية هو مراقبة الفلسطينيين لمنعهم من عبور الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش مقابل ضمان حرية التنقل لليهود!!
التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية


انك بهذه الطريقة تطبق سياسات عنصرية محضة وبشكل فاضح.. فإلي متي؟!

تابعو في الفصل الخامسة هذه الأحداث .

الميجور احتياط رامي قبلان .
____________________________
دولتنا تقوم علي الظلم ومصيرها إلي الخراب
الأوامر : اقتلوهم عند الجدار بعيدا عن الكاميرا
تربينا علي أن العرب أعداء لنا ونظامنا يمجد مصاصي الدماء
حزب العمل هو من احتل الأراضي الفلسطينية وزرعها بالمستوطنات
_________________________________________________________
• عصيان الأوامر .
• كلمة السر " كيسوفيم " .
• اقتلوهم عند الجدار .
• حكاية نتساريم .
• صحوة ضمير .
• حكاية عرض باراك .
• لعبة الاستيطان .
• كلام الله .




























التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية


الحلقة الخامسة

الميجور احتياط رامي قبلان .
____________________________
دولتنا تقوم علي الظلم ومصيرها إلي الخراب
الأوامر : اقتلوهم عند الجدار بعيدا عن الكاميرا
تربينا علي أن العرب أعداء لنا ونظامنا يمجد مصاصي الدماء
حزب العمل هو من احتل الأراضي الفلسطينية وزرعها بالمستوطنات
___________________________________________________

: ظل قطاع غزة مغلقا منذ توقيع اتفاقات اوسلو عام 1993 هذا القطاع يقطنه نحو 102 مليون فلسطيني مزدحمين كلهم في بلدات وقري ومخيمات تمتد علي نحو 360 كيلومترا مربعا , والقطاع الذي لا تزيد مساحته عن مساحة مدينة أمريكا محصور في رقعة من الأرض بعمق ثمانية كيلومترات يحدها البحر , ولا يسمح سوي للمستوطنين بحرية التنقل داخل هذه الأرض حتى يتمكن الجيش الإسرائيلي من السيطرة علي المنطقة بكاملها بشكل جيد ويخضع الفلسطينيون لقيود مشددة في التنقل من مكان مغلق إلي أخر مما يعني أنهم يعيشون في مجتمعات صغيرة منفصلة تمثل اقل من 80 في % من إجمالي القطاع , وفي الواقع يسيطر 6900 مستوطن يهودي علي 22في % من الأرض , و25 في % من المياه , وتمزق 18 مستوطنة والطرق الواصلة أليها أراضي القطاع حتى أن الفلسطينيين لا يتبقى لهم أي قطعة متصلة من الأراضي , علاوة علي ذلك فأن المستوطنين عندما يستخدمون طريقا فانه يغلق في وجه الفلسطينيين .

هذه العناصر تفسر لماذا يعيش أكثر من 82 ف % من الفلسطينيين في قطاع غزة تحت خط الفقر بأقل من دولارين يوميا , ومع حرمانهم من حرية التنقل والعمل وتلقي الرعاية الطبية أو الذهاب إلي المدارس وزيارة أقاربهم , يعيش الفلسطينيون في فقر مدقع تحيط بهم الأسوار المكهربة , باختصار هذه التجمعات المزدحمة التي تحيط بها الأسوار تعني أنهم تعيشون في سجن كبير .

عصيان الأوامر

: ويتمثل الهدف الأساسي للجيش الإسرائيلي المتمركز في غزة في حماية المستوطنين والقيام بدوريات علي الحدود مع مصر وفرض الإغلاق والحصار علي الفلسطينيين , هذه الظروف غير الإنسانية دفعت بعض العسكريين في " جيش الدفاع " إلي التمرد وعصيان الأوامر , ومن بين هؤلاء الميجور رامي كبلا ن .

نشأ رامي في تل أبيب حيث مجتمع الصفوة والنخبة الحاكمة وكبار موظفي الحكومة , ماتت امة التي كانت تنتمي لليسار وهو في الثالثة عشرة أما ولده فكان رجل أعمال لا يشغل نفسه أبدا بالجيش أو شئون السياسة , وبحكم رتبته كان كبلا ن أعلي ضابط يوقع وثيقة رفض الخدمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة .. فماذا يقول هو عن نفسه .

في الثامنة عشرة وجدت نفسي في الجيش بشكل ألي , وطول السنوات الست التالية كان الجيش يتفق مع تكويني وتطور أفكاري , اعترف أن الجيش غيرني من إنسان أناني إلي إنسان جاد , اعتبرت الخدمة العسكرية هدفا نبيلا وكان ذلك أمر غير مطروح للنقاش , ولكني كرهت الخدمة في الأراضي المحتلة وأصبحت علي اتصال بالسكان المدنين .

شعرت أن الجيش الدفاع يخدم أغرضا سياسية هناك , لم استطع أن أظل كما أنا أمام معاناة الفلسطينيين وظروفهم المعيشية التي تحط من قدر الإنسان , لم أكن اشعر بالاريتاح وأنا أقف علي حواجز التفتيش لاستجواب فلسطينيين فقراء ذاهبين إلي عملهم في الرابعة فجرا .

كلمة السر " كيسوفيم " .

التمرد ... كتاب يهز إسرائيل ويحطم أساطير الدولة اليهودية



: لحسن الحظ كان تدريبي علي الدبابات والآليات المخصصة للحرب الشاملة , وكانت الفترة التي خدمت فيها في الأراضي محدودة بشكل لم يتح لي أن اطلع علي كثير مما سمعته من آخرين , كانت فترة الاحتياط الأخيرة لي في قطاع غزة وكان العمل الروتيني اليومي لنا يتصل بتدمير الأراضي مثل تقطيع أشجار البساتين وتجريف أراضي الحقول , في البداية رفضت ولكني رضخت لان قائدي الذي كان أيضا صديقي طلب مني أن أساعده , كانت كلمة السر في عملنا دائما هي " كيسوفيم " وهي كلمة معناها بالعبرية التدمير الوحشي للبنية الأساسية للمجتمعات وسبل معيشة الناس , وكانت عمليات التدمير تتم علي هذا النحو , تدخل دبابة وجرافتان أو ثلاث جرا فات منطقة محاطة بسياج تدعمها دبابة أخري هذه الحملة يأتي دون سابق إنذار إلي قطعة من الأرض تخص أناسا فقراء يعيشون في منازل مبنية من قطع الأحجار ثم تبدأ الجرافات في تقاليع الزرع وتقطيع الأشجار وتجريف الأرض تحت سمع وبصر هؤلاء الناس الذين لا يملكون سوي متابعة ما يحدث في يأس وعجز لم يكن يجرؤا احد من هؤلاء علي الاحتجاج أو حتى الثلوج بقبضته غاضبا في وجه الدبابات , كان الخوف يجبر هؤلاء الناس علي الوقوف في صمت وذهول وهم يرون تدمير مصدر رزقهم الوحيد من أشجار فاكهة أو زيتون بعضها يصل عمره إلي 200 سنة , لم يكن احد يأخذ معاناتهم في الحسبان وكل ما في الأمر بالنسبة للجيش أن تلك الأشجار تعرض حياة الجنود للخطر .

اقتلوهم عند الجدار .

: وذات مرة كانت مهمة وحدتنا تتمثل في إغلاق القطاع ومنع العمال الفلسطينيين من الانتقال للعمل في إسرائيل , وعند احدي نقاط التفتيش كان عملنا اليومي ينحصر في مطاردة العمال الفلسطينيين الذين يحاولون التسلل إلي أرباب العمل الذين ينتظرونهم علي الناحية الآخري من ا


---------------------------------
user posted image
الله اكبر والحمد لله
PMEmail Poster Top
عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع «1» (الزوار «1» - المتخفين «0»)
الأعضاء (0):
Reply to this topicStart new topicStart Poll